بوح من عمق ملجأ

بوح من عمق ملجأ

التصنيف: السير الذاتية

تأليف: أحمد الداودي

عدد الصفحات: 94

الدولة: المغرب

إصدار: 2023

إعداد وتصميم الكتب والمجلات تصميم الأغلفة التدقيق اللغوي والأسلوبي التسويق الإلكتروني


نبذة عن الكتاب :

لا نعيش الحياة إلَّا لتُحكى للآخرين؛ كي تكون عبرةً أو نبراسًا نستضيء به في عتمة طريق الحياة، ومساراتها الملتوية والطَّويلة.

لا غرو إذن القول: إنَّ وراء كلِّ فرد حكايات نقشها على صخرة ذاكرته، وخزَّان لا وعيه، رُسِبت بفعل التَّقادم لكنَّها تطفح بين الفينة والأخرى في سماء الوجود؛ لترسم خارطة طريق للحاضر والمستقبل.

وحكاياتي، أنا القادم من عمق الجروح والمآسي، لا تزيغ عن هذا الإطار، تنبع من عيون واقع لا زال يُلقي بكلِّ ثِقَله على لحظات عيشي وتواجدي، أستنشق رحيق ذكرياتها حينما أخلو في غار وحدتي، وأغوص في بئر أغواري، وكهوف أعماقي المظلمة.

لا أحسب شيئًا أعظم عندي من هذا الذي أحمله في داخلي، يَحيى بين فكري وتفكيري، يُوَجِّه بوصلة ذهني، وعربة فعلي.

حكاياتي هي جزء من روحي، من كينونتي، من هويتي... يستظلُّ بها جسدي المُتخَم بآهات وأنين الماضي البعيد.

عبر حافلة سرد أصاحبُكم معي في سفر طويل، عبر زمن جيولوجي نقشت فيه كل حفرياته وحيدًا في مستنقع لا يرحم الضُّعفاء، ويعيش فيه من يملكون سببًا قويًّا للبقاء، نسافر سويًّا إلى جزيرة تبني الإنسان كما في تصميمها وهندستها، لا كما في تصميمه وهندسته. سَفَرٌ لن يتطلب منَّا الكثير؛ فهو زهيد كقيمة الإنسان في وطني، لكنَّه قد يكون مفيدًا كما هو حال كل السَّفريات.

أحكي بصيغة المتكلِّم، ولكنَّ الأحداث قد تُلامس حياة العديد من القُرَّاء؛ لأنَّها تتشابه في مسرح الواقع والمواقع، ولأنَّ وراء كلِّ سيرة، سيرة أخرى تُشبهها، ولو اختلفت معها في الزَّمان والمكان. أحداث أحدثت تغييرًا جوهريًّا في حياتي. هي ما أملت علي َّكتابة هذه السيرة؛ لأنَّها تركت في نفسي أثرًا غَيَّر مسار تفكيري، وطموحي، وآمالي في الحياة.

إنَّها درس نافع، ومقود يقود نحو مسالك الأمان، ينتشل من جُبِّ الصِّعاب، ويُبْعد الإنسان عن أنياب الذِّئاب.. وكان القلق دافعًا آخر من بين الدَّوافع الدَّاخلية التي حفَّزتني لمثل هذا النَّوع من الكتابة التي لا تعدو أن تكون استعادة لشريط ماضوي من الأحداث سواء كانت باسمة مثل أزهار الرَّبيع، أو حزينة مثل شمس الشِّتاء.

القلق من عدم الاستفادة من هذه التَّجارب التي أعتبرها نبراسًا لكلِّ الأجيال التي ستصطدم بمثل هذه الوضعيَّات، شرط الصِّدق هو الضَّامن الفعلي لمتعة وجودة رواية ما نعيشه، ونحياه في الحياة مهما بدا لنا في لحظات ما ساذجًا، وغبيًّا.

يقول الكاتب والشَّاعر الإنجليزي صامويل تايلر:" إنَّ حياة أيِّ إنسان، مهما كانت تافهة، ستكون ممتعة إذا رُوِيَتْ بصدق". وأنا الحاكي الصَّادق حتى وإن كنت أرى أن أعذب الحكي في الكذب لا في الصَّدق، ففي الكتابة لا ينبغي أن نكبح جماح الخيال باعتباره ركنًا لا محيد عنه.       

        بقلم أحمد الداودي

التعليقات (1)

لم يتم كتابة التعليق !

دار بسمة للنشر اللإلكترونى
دار بسمة للنشر اللإلكترونى - منذ شهرين
نفع الله بكم


Separation Icon

إصدارات ذات صلة