العدة في المنظور الإسلامي
الدولة: المغرب
إصدار: 2025
إعداد وتصميم الكتب والمجلات التدقيق اللغوي والأسلوبي التسويق الإلكتروني تصميم الأغلفة
نبذة عن الكتاب :
إن الفقه الإسلامي، بشموليته وعمق أحكامه، يمثل مرجعية عليا ومنهج حياة متكامل للبشرية جمعاء، ومن بين أركان هذا الفقه الشريف، تقف أحكام الأسرة شامخة كبناء متين يحافظ على استقرار المجتمع وتماسكه.
وفي صميم هذه الأحكام، يبرز موضوع "العدة" كأحد أهم التشريعات الإلهية التي أحاطت المرأة بعناية فائقة، وضمنت حقوقها، وحقنت الأنساب، وحافظت على كرامتها في أوقات التغيرات الجذرية التي قد تطرأ على البناء الأسري.
ليس تشريع العدة محض حكم تعبدي غايته الانصياع الأعمى، بل هو نظام محكم وشامل.
يعد موضوع العدة من المحاور الأساسية في الفقه الإسلامي، وتكمن أهميته البالغة في كونه يلامس أبعادًا متعددة وحساسة في حياة الفرد والأسرة والمجتمع.
على رأس هذه الأهمية تأتي حفظ الأنساب، فالعدة هي الضمانة الشرعية لعدم اختلاط الأنساب، مما يحمي حقوق الأطفال في معرفة آبائهم، ويصون كرامة المرأة وسمعة الأسرة، وهو مقصد أساسي من مقاصد الشريعة الغراء.
لا تقتصر أهمية العدة على الجانب البيولوجي فحسب، بل تمتد لتشمل البعد الاجتماعي والنفسي.
ففي حالات الطلاق الرجعي، تمنح العدة للزوجين فترة زمنية ثمينة لإعادة النظر في قرارهما، وتقييم العلاقة، وربما إصلاح ذات البين، مما قد يؤدي إلى استئناف الحياة الزوجية وتجنب تفكك الأسرة. هذا الجانب يعكس حرص الشريعة على استقرار الأسرة كأهم لبنة في بناء المجتمع.
وفي حالة وفاة الزوج، توفر العدة للمرأة فترة للتعافي النفسي والجسدي من صدمة الفقد والحزن، وتساعدها على التأقلم مع وضعها الجديد قبل الإقدام على أي خطوة مستقبلية.
إنها فترة لإكرام العشرة الزوجية، ولإظهار الوفاء للزوج المتوفَّى، بعيدًا عن ضغوط التسرع أو التسرع في اتخاذ القرارات.
إضافة إلى ذلك، تحمل العدة بعدًا قانونيًا واضحًا، فهي تحدد بوضوح الحقوق والواجبات المترتبة على الفرقة، مثل: النفقة والسُّكنى والميراث في بعض الحالات، وتوضح متى يحق للمرأة الزواج مرة أخرى.
هذا التنظيم الدقيق يحمي الأطراف من النزاعات ويسهم في استقرار المعاملات الأسرية.
لذا، فإن دراسة العدة وفهمها العميق ضروري للحفاظ على حقوق الفرد وصلاح المجتمع.
للاطلاع على مؤلفات أخرى للكاتب اضغط هنا
نبذة عن المؤلف :