رؤية المملكة وعودة السينما السعودية
الدولة: السعودية
إصدار: 2025
إعداد وتصميم الكتب والمجلات التدقيق اللغوي والأسلوبي التسويق الإلكتروني تصميم الأغلفة
نبذة عن الكتاب :
عرفت السينما السعودية طريقها منذ عقود، لكنها لم تكن مهيأة آنذاك لتتحول إلى صناعة متكاملة، بل ظهرت في شكل محاولات فردية متواضعة، بعضها ارتبط بالمهرجانات وبعضها الآخر كان تجارب طلابية أو شخصية، لكنها جميعًا حملت شغفًا مبكرًا بالصورة والحكاية، كان حلم صناعة سينما سعودية حقيقية يراودنا نحن الممارسين والمهتمين بهذا الفن، غير أن الظروف الاجتماعية والثقافية والسياسية جعلت هذا الحلم يتأجل طويلًا.
ومما أعتز به كثيراً، فيلم "أمل الوفاء" الذي قمت بالتمثيل به وأنتج عام 1979م، وعرض في التلفزيون السعودية، وأعمال أخرى قدمناها في تلك الفترات، وأعمال للفنان فؤاد بخش رحمه الله، وآخرين، كانت ضمن إرهاصات البدايات التي أسست لإنتاج درامي غزير فيما بعد.
ورغم كل ذلك، بقيت جذوة الشغف مشتعلة، فقد شهدت المملكة محاولات إنتاجية مهمة في فترات مختلفة، وأسهمت قنوات التلفزيون، إلى جانب بعض الأعمال الروائية والوثائقية، في الحفاظ على علاقة المجتمع بالصورة المتحركة، ومع بداية الألفية الجديدة، صار واضحًا أن جيلاً جديدًا من الشباب قد قرر أن يصنعوا سينما تحمل هوية سعودية واضحة، مستفيدين من التقنيات الحديثة ووسائل التواصل التي فتحت أمامهم آفاقًا واسعة للتجريب والانتشار.
اليوم، ومع التحولات الكبرى التي تعيشها المملكة ضمن رؤية 2030، نشهد ميلاد صناعة حقيقية للسينما السعودية، مدعومة بقرارات رسمية، وهيئات متخصصة، واستثمارات ضخمة في البنية التحتية ودور العرض. لم تعد السينما مجرد مبادرة فردية، بل أصبحت مشروعًا وطنيًا يشارك فيه المبدع والمستثمر والدولة معًا.
من هنا تأتي أهمية كتاب "عودة السينما السعودية"، فهو لا يوثق مجرد مرحلة من تاريخنا الثقافي، بل يقدم قراءة معمقة لمسار طويل، فيه محطات من التحدي والنجاح، ومن الغياب والعودة. هذا الكتاب يسد فراغًا كبيرًا في المكتبة العربية، لأنه يعرض صورة شاملة عن مسيرة السينما في المملكة: بداياتها، محاولاتها الأولى، غيابها القسري، ثم عودتها المشرقة، مع ما يحمله المستقبل من طموحات كبرى.
ومؤلف الكتاب الكاتب الدكتور خالد الخضري صديق عزيز، عرفته أول مرة في مسرحية منودراما من تأليفه قدمتها ورش العمل المسرحي في جميعة الثقافة والفنون بجدة، العام 1998م وحضرها عدد كبير من نجوم التمثيل والفن، تعرفت عليه، وشددت على يديه، ومن وقتها ونحن أصدقاء، وحقيقة أعتز بجهده وجهود مجموعة من الكتاب السعوديين المتميزين.
لقد عايشتُ شخصيًا كثيرًا من تلك المراحل، كممثل ومنتج، ورأيت بأم عيني حجم التضحيات التي بذلها الرواد الأوائل، وحجم الأمل الذي يحمله الجيل الجديد. ومن تجربتي يمكنني القول إن السينما ليست ترفًا، بل ضرورة ثقافية وحضارية، لأنها تسهم في صياغة وعي المجتمع، وتمنحنا القدرة على مخاطبة العالم بلغة الصورة، تلك اللغة التي يفهمها الجميع دون حواجز.
إنني أعتبر هذا الكتاب خطوة مهمة في رحلة التوثيق، وإضافة نوعية للباحثين والمهتمين، وأتمنى أن يكون منطلقًا لأعمال أخرى تحفر أعمق في تاريخنا السينمائي، وتضيء دروب المستقبل لأبنائنا وبناتنا ممن اختاروا أن يسلكوا طريق الإبداع.
بقلم المنتج والممثل السعودي
محمد بخش
نبذة عن المؤلف :