إهداء:

 

إلى الذين فقدوا شيئاً ثميناً أو ربما فقدوا أنفسهم، كل أشكال الفقدان قابلة للشفاء.

 

وضعت الرسالة على الطاولة بقرب كأس ماء بارد رشفت منه رشفة صغيرة وغادرت.

أنا لست بخير مهما حاولت ادعي ذلك، أخفي حزني في قلبي كنعامة تضع رأسها في الرمال.

لست بخير الخيبات تكسرني، حساسيتي الشديدة تأذني، أعترف أني في هذا اللحظة أتمنى أن أفقد الذاكرة.

تلك الكلمات كانت الرسالة الأخيرة التي تركتها جمانة لأختها قبل أن تسافر إلى بلد بعيد لتكمل دراستها.

جلست غيداء ورأت كأس الماء الذي صارت المياة في منتصفه، زفرت قائله:

بماذا تختلفين عن أمك؟ كانت تريد أن تبكي لكنها لم تفعل، مزقت الرسالة ورمتها في سلة المهملات.

ثم قالت بضيق: هل هو صعب عليها أن تودعني وتذهب بأسلوب يحترم فيها مشاعر أختها؟

مرت عشرة أيام وغيداء لا تعلم عن أختها شيئاً كادت تجن من فرط القلق، لكنها كانت غاضبة ومستاءة، كانت تشتمها في نفسها: السافلة، المنحطة، قليلة المعروف.

نشأت الشقيقتان معاً في منزل جدتهما بعدما أنفصل والدهما وتزوج كل منهم بشخص آخر، كانت غيداء الأخت الكبرى تكبر جمانة بثلاث سنوات، كانت ذو ملامح حادة وبشرة صفراء، عينان زرقاون وجه دائري، تقلت غيداء الكثير من الاهمال من والدتها حينما كانت طفلة صغيرة قبلما تنفصل عن والدها، كذلك الأمر كان مع والدهما، كانت تشعر بثقل المسؤولية عندما أصبحت مسؤولة عن أختها الصغرى في سن الثامنة بعدما تزوجت أمها بعد عام واحد من الانفصال.

لم تكن جدتهما شخصاً عطفواً أيضًا، كان قدومها للمنزل بمثابة مسؤولية تريد الخلاص منها، كانت تحملهما أعباء المنزل وإعداد الطعام، بينما كان المطلوب من غيداء الاهتمام بأختها الصغرى، الاهتمام بدراستها أيضاً.

في تلك اللحظة كانت غيداء تكره العالم بأسرة يمر ماضيها المثقل كشريط فيلم حزين.

وبينما تقاوم إحساسها بالغضب والضياع يناديها ابنها الصغير لتدخله دورة المياة.

 

في إحدى المستشفيات كانت تجلس جمانة يضعون المحاليل في دمها، كان الألم فضيعاً ومريراً تم تشخيصها بسرطان الدم، لم تغادر البلاد كما قالت لأختها بل ذهبت الى مدينة أخرى، كانت مملوءة بمشاعر الوحدة والحزن.

قبل عام واحد تخلى عنها خطيبها قبل الزفاف بأسبوع لسبب لا تعرفه، تجاهلت حزنها في تلك الفترة وقررت أن لا تعيد النظر في الموضوع.

 كانت جمانة شخص حساس تتمنى أن تعيش جو العائلة التي حرمت منه، تشي ملامحها القوية بصفات معاكسة، شعرها الأسود الطويل، عيناها الكبيرتان وأنفها المستقيم.

لم تستطع أن تنسجم مع طبع اختها الحاد، وبرغم حبها الشديد لها، لكنهما كانتا مختلفتان عن بعضهما.

لم تستطع غيداء أن توقف دموعها بعدما رأت أختها بذلك المنظر، تنظر إليها وهي نائمة من خلف الزجاج.

تمسك بيد أسماء صديقة جمانة المقربة: لا أستطع أن أعبر لكِ مدى شكري لأنكِ أخبرتني أن أختي هنا، لم أكن أعرف أنها أنانية إلى هذه الدرجة.

عندما دخلت أسماء غرفة جمانة كانت قد تحسنت قليلاً، أخبرتها هناك زائر هنا، تجمدت الدماء بعروقها حينما رأت أختها تدخل من باب الغرفة، مرتا الاثنتان بلحظة صمت، كانتا عينان جمانة مليئتان بالدموع بينما حاولت غيداء أن تبدو متماسكة، خرجت أسماء وتركت لهما المجال للحديث، أشاحت جمانة وجهها الى النافذة، بينما سألتها غيداء بحزم: لماذا لم تخبريني؟

لأنه لم يكن من المفترض أن تعرفي.

لمَ؟

-لأنكِ لم يكن لتتفهمين الأسباب التي أوصلتني إلى هنا.

 لم يكن هناك مجال للتفهم من عدمه كنت أحتاج أن أقف الى جوراك وحسب.

-لم أشأ أن أحملك هماً جديداً.

في الحقيقة كانت جمانة مستاءة جداً من أختها، خاصة بعد آخر حوار دار بينهما، من شهر حينما زارت جمانة أختها في منزلها.

كانتا الاثنتان تجلسان في الشرفة تحتسيان الشاي، قالت غيداء: كان العريس الذي تقدم لكِ رائع بكل المقاييس لكن لا أدري لما رفضته.

-هو رائع بوجهة نظرك فقط.

أتعلمين: أشعر أنك تتحينين الفرصة لمخالفتي فقط.

بل أنتِ تريدين للآخرين أن يعيشوا بطريقتك أنتِ.

منذ كنت صغيرة كنتِ ترفضين أي شيء أقوله أو أفعله هل تتذكري عندما كنت أحب كتابة الأشعار، كنتِ ترجمينها في وجهي وتقولين: عليك الاهتمام بدراستك هذا الهراء لن يفيدك، كنتِ تعيشين دور المتسلطة علي.

الآن علي أن أعيش وفق هواك!

هل هذا معقول؟

حاولت غيداء تجاهل غصبها من كلام أختها بقولها: إذن انتظري الشخص الذي تخلى عنك قبل زفافك بأسبوع الى الأبد.

شعرت جمانة بالسخط: لماذا لا تفهمين أن الموضوع ليس كما تظنين؟ هل تعرفي الكلام معكِ لن يفيد، خرجت مسرعة من منزل أختها، وأغلقت باب الشقة بقوة.

كان مشهد ذلك الحوار حاضراً في عقل الأختين، بينما كان الحديث قد توقف بينهما.

 غيداء: ساتركك ترتاحين وهمت بالخروج من الغرفة.

 جمانة: بالمناسبة أنا سعيدة لرؤيتك.

لكني لم أحب أن تريني بهذا الحال، لم أشأ أن أجعلك تقلقين حيالي.

-حسناً صرت أتفهمكِ.

في المساء حين عادت غيداء لرؤية أختها، كانت الأضواء خافتة في الغرفة يبدو أن جمانة لم تستيقظ بعد، كانت غيداء تتأمل وجه أختها الذي انهكه المرض، تتساءل في نفسها، منذ متى عرفت أنها مريضة؟

كيف تشعر الآن؟

بينما كان هناك شعوراً حزيناً يتمدد بين عواصفها المتداخلة: هل سأفقد أختي.. فتحت جمانة عيانها على وجه أختها الذي تنظر نحوها بحزن.

جمانة: أنت إذن هنا؟ متى أتيتِ؟

_منذ نصف ساعة فقط.

جيد أريد أن أتحدث معك في بعض الأشياء.

_اسمعك

كان لدي حلم هو أن أكون أم، لم تأذن لي الحياة بذلك بعد، لكن لا بأس هناك حلم آخر، انظري لدي بعض الأشعار، لو وفاني الأجل أريدك أن تنشريها.

-أنتِ مثيرة للشفقة حقاَ لن يحدث لكِ شيء.

خذي هذا الدفتر لا تقرأيه أبداً أتمنى أن تعديني بذلك.

كان دفتراً أحمر منقوش بورود بيضاء موضوعاً على الطاولة تناولته غيداء بعدما تأملته قليلاً.

في غرفتها بإحدى الفنداق، لم تستطع أن تقاوم فضولها تجاه ما فيه، فتحت الصفحة الأولى وكانت المقطوعة

  الأولى من النصوص تقول:

كيف حالك قلبك الصغير يا أختي..

هل ما زلت تتذكرين كيف تسقط النجوم في حجرنا حين نتاملها؟!

حين تكون القمر مثل وجه أمي الغائب.

أمازلتِ تتذكرين كيف كنتُ معطفك في الشتاء؟

والغطاء الذي تلتحفين به في البرد.

إن حدث وافترقنا في تلك اللحظات تذكريني.

في الأيام الباردة على الأقل، وحين يداهمك الخوف، كوني ممتنة لآثار وجودي.

في تلك اللحظة أجتاح الحزن قلب غيداء، وبدأت تتساقط الدموع من عينيها.

قالت في سرها لن أفتح هذا الدفتر مجدداً، اتصلت لتطمئن على صغارها الذين وضعهتم بمنزل جدتهم.

 غيداء مهندسة معمارية ولديها بعض المشاريع، اختارت الانهماك في العمل حتى تنسى كل شيء.

بينما كانت جمانة في غرفتها تكتب أشعاراً جديدة.

لو أخبرني أحد ما أني جيد كنت سأحبني…

كنت سأنظر لوجهي في المرآة وابتسم

كنت سأركض نحو أحلامي بشغف الطير للسماء.

كنتُ سأضحك من مخبئ الفرح بقلبي.

في صباح اليوم التالي رأت غيداء منظرًا عجيبًا أمام غرفة أختها، عدد من الأطفال يجلسون هناك.

الشمس تخطو ببطئ في السماء واليوم لم يبدأ بعد، وجمانة مازلت نائمة، لم يشأ الأطفال إيقاضها.

نظرت غيداء لأسماء نظرة تعجب من هؤلاء؟

_أصدقاء أختك أو بالأخص صغارها.

فجأة فُتح باب الغرفة وصار الأطفال يتوافدون الى الداخل، يهرولون الى جمانة التي تبتسم بملئ فاها.

لم أرَ أختي سعيدة الى هذه الدرجة تمتم غيداء في نفسها، كانت تحتضنهم والدموع تتلألأ من عينيها.

قالت أسماء :علمت جمانة بمرضها منذ عام لكنها رفضت العلاج، كانت تريد أن تقاوم بطريقتها كما كانت تقول، ومنذ عام أيضًا بدأت بزيارة هؤلاء الأطفال في الملجأ بعدما كانت تقدم لهم المساعدات فقط.

في المرة الأولى التي زارتهم فيها كانت خائفة، أختك كانت تخاف الرفض بشكل لا يصدق، لكنها تفاجئت بردة فعلهم، حينما أخبرتهم الممرضة أنها الشخص الذي يقدم لهم المساعدة منذ عامين، في ذلك اليوم رأيت أختك تزهر، حتى ظننت أنه يمكن أن تتعافى من المرض بسبب تأثير تلك السعادة.

قالت لي ذلك اليوم: كم كنت غبية حين ظننت أن الأمومة هي أن تلد الأنثى طفلاً يكبر في أحشائها، هناك في أحشاء الحياة أطفالاً بلا أمهات، لكننا أنانيون ومحدودي الرؤية.

بالمناسبة عرفت أختك بمرضها في الأسبوع الذي قرر فيه حسام تركها.

_إذن هذا هو السبب؟

لا لكنه أتى في نفس الوقت.

قالت غيداء: يبدو أنني لا أعرف عن أختي شيئًا.

حينها خرج الأطفال من الغرفة، حينما أخبرهم الطبيب أن موعد الزيارة انتهى.

تجلس غيداء أمام أختها في سكون تام، بينما تقرأ جمانة كتاباً أهداه الأطفال لها.

قالت غيداء: تكتبين الأشعار بشكل جيد.

_كيف عرفتي؟ آآآه قرأت الدفتر الذي أعطيتك إذن..

قصيدة واحدة فقط…

هل كنتي تحبين حسام؟

_لماذا هذا السؤال الآن؟

ماذا أخبرتك أسماء؟

لا شيء..

فضول فقط.

_في الصفحة الثانية عشرة ستجدين الإجابة.

يبدو أنني لم أستطع أن أفعلها أحرر قلبي من الخوف من الفقدان، لذا فقدتك.

حينما عرفتك كنت أخاف الحب، لكن رغبتي به كانت أكبر لذا أحببتك.

عادة النساء يخترن الرجل الذي يشبه اباهن_كما قيل_اخترتك لا تشبهه أبداً أم أني لم أعرفك.

عندما أخبرتني ذلك اليوم أن طريقانا لا يلتقيان أخبرتك أنك كنت محق لكني كنت أكذب، تمنيت لو فقدت السمع حينها.

أعددتك أجمل أشيائي، أخباتك للأيام الصعبة وفرحاً لقلبي الحزين.

ربما كنت تعرف أن حبي لك أكبر من طاقتك على الحب فاخترت البعد.

برغم ذلك لا وقت لدي لانتظرك.

أغلقت غيداء الدفتر وهي تزفر: لم أكن أؤمن بوجود الحب إلا في الروايات، أختي من عالم مثالي ترى هل هناك الكثيرون مثلها؟

أشك وإن كان أظنهم تعساء، الإفراط في الشعور نوع مضمون من الشقاء في هذا العالم.

حينها لاح في عقلها سؤال: الاشعور هل هو نوع من الأمان أم هو نوع من الموت؟

تذكرت غيداء حياتها الخالية من الحب والمشاعر، عندما تزوجت اختارت بعقلها فقط، كانت امرأة قوية وناجحة كما يصفها من حولها، تأخذ أي مهمة في الحياة كما لو كانت تحدي، تفعل ما بوسعها لتفعل أفضل ما يمكن.

لكنها لا تستطيع أن تظل تلك المرأة القوية أمام نفسها، أحيانًا كثيرة كانت تبكي الى درجة تتمنى فيها الموت، كانت القسوة ملاذها كي لا يؤذيها العالم أكثر.

العالم بالنسبة لغيداء معركة عليها أن لا تهزم فيها.

شعر جمانة يتساقط وملامحمها تذبل أكثر.

وحزن من حولها يزداد أكثر، كانت تشعر أن الجميع يترقب لحظة موتها، إعلانها الاستسلام وتركها ساحة الحياة، لكنها كانت تبدو متماسكة كما لو كانت في حالة تصالح مع قدرها العجيب.

قالت لأسماء ذات يوم: الموت ليس مخيفاً، الموت يتطلب أن يكون المرء على استعداد لترك هذا العالم، هناك الكثير من الأشياء لأفعلها، أحتاج لولادة جديدة، جمانة بقلب جديد ودماء جديدة، جمانة لا تخاف من التجارب ولا تخاف من الفقد ولا تخاف من الألم.

ترى هل نواجه الموت لنتعلم كيفية ممكنة لمواجهة الحياة؟

هل نواجه الموت لنكتشف شجاعتنا؟

في تلك اللحظة كان هناك زائرًا على الباب زائراً غير متوقع، ذلك الزائر لم يكن سوى حسام.

بضع طرقات على الباب، أسماء تقف أمام صديقتها في ذهول.

من؟

 كل علامات الدهشة تلونت في وجه جمانة.

أسماء: هل أسمح له بالدخول؟

وضعت غطاء على رأسها.

 رأته يقف بوجه لم تكد تعرفه يبدو مهندماً أكثر أحضر لها وروداً بيضاء، هل عاد معتذراً تسأل نفسها؟

كيف حالك، يقولها بصوت متقطع.

_كما ترى يبدو أني لست جيدة، لكنني لا أشعر بهذا السوء على أي حال، أنا بخير.

لحظة صمت.

_بادرته بالسؤال: لماذا أتيت حسام؟

أتيت لاعتذر منذ تركتك وأنا أكره نفسي، لم يكن خياري حينها، كان خيار عائلتي، لا أريد أن القي اللوم على أحد في النهاية المطاف هو خطأي.

_لما لأني بلا عائلة؟

على أي حال لا يهم لقد قضي الأمر.

في تلك الأثناء كانت غيداء تقف على باب الغرفة تراقب ما يجري، حين خرج حسام دخلت مسرعة لتفهم تصرخ في وجه أختها:

لماذا لم تصرخي في وجهه؟

وتخرجينه من هنا..

بينما كانت جمانة لا تبدو بأفضل حال، لكنها ردت على أختها بهدوئها المعتاد: لأني أردت أن اسمعه.

حينما كنا معاً في الجامعة، كان شاباً بسيطاً يفتقد الثقة بالنفس، كان منبوذًا برغم تفوقه الدراسي لم يكن أحد يحبه، كان يسعى لإرضاء الجميع عن طريق تقديم المساعدة، ومن ذلك الوقت تعارفنا.

مع مرور الوقت كنت أشعر أن به شيء خاطئ، لكنني كنت أحب وجوده في حياتي كنت أعتبر رفضي له نوعاً من الكبر.

لكنني حقاً تغافلت عن عيوبه وبدأت أحبه، لذا حينما تصارحت مع الأمر عرفت أن الخطأ كان تجاهل حدسي الأول صوبه.

ذلك النوع من الحب نوع أعمى تدفعك إليه الحاجة لا القناعة، حينما تركني شعرت بوخز في الضمير وأني أغبى امرأة في هذا العالم.

قبل عام من الآن تغيرت الكثير من الأشياء، أصبت بالمرض وعدت أواجه مشاعر الوحدة والرفض التي طالما رفضت مواجهتها، تذكرت الماضي وكلما مررت به، وبدأت في كتابة مشاعري، حينها عدت لكتابة الأشعار التي كنت قد هجرتها منذ الطفولة.

تعلمت أن المرء يفقد أشياء ثمينة لكنه يكسب نفسه، أجمل ما قد تقدمه لنا الحياة أن تنهي حيرتنا تجاه ذواتنا، ربما فقدنا الكثير لنصل الى تلك اللحظة.

لا شيء في حياتنا يحدث عبث لا الفقد عبت، ولا المرض عبت، ولا قصصنا المخفية التي لا يعلمها أحد عبث، نحن سنفهم السر وندرك المعنى إن رأينا ببصيرة قلوبنا ما لا تراه أعيننا المحدودة.

عادت جمانة للحياة بعدما تعافت تماماً استمرت في كتابة الأشعار وزيارة الأطفال الذين تحبهم في الملجأ، وجدت شخصاً طيباً تعرفت عليه هناك.

أما غيداء فإن التجربة برمتها علمتها الكثير، فتحت عينيها على أخطائها في حق نفسها، جعلتها تتذوق مشاعر الحب والرحمة لأول مرة، كانت تتابع مع أخصائية نفسية، لتتعافى من صدمات الطفولة.

في هذه الأبيات تقول جمانة:

إن الفقد ليس سيئاً المرارة دوماً في الحسرة التي نسكبها بعده.

إن ما تحرمنا منه الحياة ليس الجزء الأهم من القصة، القصة دوماً كيف نملئ ذلك الفراغ الذي تركته أصابع الفقد في قلوبنا.

مهما كانت ذاكرة الفقد مجتزئة تختصر الحزن فقط، علينا أن نفتح أعيننا لما تعطيه لنا يد القدر.

علينا أن نفتح ذاكرة الفقد ليس لنعيش ذلك الشعور إلى الأبد، بل لنتخطاه.